للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داود، والنسائي (أيضًا) (١)، وأخرج عنه أيضًا مرفوعًا "كلّ ابن آدمُ يأكله التراب إلَّا عجم الذنب منه خلق، ومنه يركب" وقد قدمت الكلام على ذلك بما لعله يشفى ويكفي.

قلت: والذي يظهر لي في الجمع بين الأحاديث النبوية، والآثار المحمدية أن الإنسانَ يركب خلقه يوم القيامة من عجم الذنب بلا ريب، ثُمَّ إذا تم خلقه، ونفخ سيدُنا إسرافيل في البوقِ، ورجعت الأرواح إلى أجسادِها دخلت الأرواح في الأجساد من قبل الرأس وبها يزول الإشكال - إن شاء الله تعالى - وقد قدَّمنا (٢) في حديث أبي هريرة الطويل أنَّ الله تعالى يرسل مطرًا على الأرض فينزل عليها أربعين يومًا حَتَّى يكون فوقهم اثنى عشر ذراعًا فيأمر الله الأجساد أن تنبت كنبات البقل (أي: وذلك النبات يتركب من عجم الذنب) (٣) - حَتَّى إذا تكاملت أجسادهم كما كانت قال الله تعالى: "ليحي حملة العرش ليحي جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل" ثمَّ يأمر الله تعالى إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه، ثُمَّ يدعوا الأرواح فيؤتى بها تتوهج أرواح المؤمنين نورًا، والأخرى ظلمة فيقبضها جميعًا، ثُمَّ يلقيها في الصور، ثُمَّ يأمره أن ينفخ نفخة البعث فتخرج الأرواح كلها كأنَّها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض، ثُمَّ يقول الله تعالى: "وعزتي وجلالي لترجعن كلّ روح إلى جسدها فتدخل الأرواح في الخياشيم، ثُمَّ


(١) في (أ): هنا.
(٢) ص ٧٣٤ ت (١).
(٣) زيادة من (ب).