للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رآه ممن يجهله لقال: لقد أصيب الرجل وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣)} [الفرقان: ١٣]. أو نحو ذلك. أخرجه أبو عبيد.

وأخرج الإمام أحمد في "الزهد" (١) عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر قال: قلت ليزيد بن مرثد ما لي أرى عينيك لا تجف؟ قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى اللَّه أن ينفعني به. قال: يا أخي إن اللَّه توعدني إنْ عصيته أن يسجنني في النار واللَّه لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لكنت حريًّا أن لا تجف لي عين. فقلت: فهكذا أنت في خلواتك؟ قال: ومسألتك؟ قال: عسى اللَّه تعالى أن ينفعني به قال: واللَّه إنَّ ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي فيحول بيني وبين ما أريد وإنَّه ليوضع الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله حتى تبكي امرأتي، ويبكي صبياننا ما يدرون ما أبكانا ولربَّما أضجر ذلك امرأتي فتقول: يا ويحها ماذا خصت به من طول الحزن معك في الحياة الدُّنيا ما تقر لي معك عين.

وذكر الحافظ في "التخويف" عن بعض السلف أنه قال: ما رأيت أخوف من الحسن، وعمر بن عبد العزيز كأن النَّار لم تخلق إلا لهما وبكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني في النَّار غدًا ولا يبالي (٢). وقال رحمه الله: إن المؤمنين قوم ذلك منهم الأسماع،


(١) الزهد (٣٨٢) أبو نعيم في الحلية (٥/ ١٦٤) الشعب (٣/ ١٥٨) ٨٧٨ مع اختلاف في بعض الكلمات.
(٢) رواه الحافظ ابن رجب في "التخويف من النار" ص ٢٩، ٣٠.