للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأبصار، والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى وهم واللَّه أصحاء القلوب ألا تراه يقول: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: ٣٤]. واللَّه لقد كابدوا في الدنيا حزنًا شديدًا وجرى عليهم ما جرى من كان قبلهم واللَّه ما أبكاهم إلا الخوف من النار.

وأخرج ابن أبي الدُّنيا عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: سمعت عبد اللَّه بن حنظلة يومًا وهو على فراشه وعدته من علّة فتلا رجل عنده هذه الآية: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: ٤١] فبكى حتى ظننتُ أن نفسَه ستخرج، وقال: صاروا بين أطباقِ النارِ، ثم قامَ على رجليه فقال قائل: يا عبد الرحمن اقعد. قال: منع مني ذكر جهنم القعود لا أدري لعلي أحدهم. وسمع بعضهم قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤)} [الزخرف: ٧٤] وكان على شاطئ الفرات فتمايل فلما قال التالي: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥)} [الزخرف: ٧٥] سقط في الماء فمات.

وأخرج ابن أبي الدُّنيا عن أبي بكر بن عياش قال: صليت خلف الفضيل بن عياض المغرب وإلى جانبي عليّ ابنه فقرأ الفضيل: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)} [التكاثر: ١] فلما بلغ {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [التكاثر: ٦] سقط عليُّ مغشيًا عليه، وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآية ثُمَّ صلى بنا صلاة خائف. قال: ثُمَّ رابطت عليًّا فما أفاق إلا في نصف الليل.

وروى أبو نعيم باسناده عن الفضيل قال: أشرفت ليلة على عليّ