للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برزوا لوجهك يا كريم بدعوة ... ألفاظها شتي بمعنى مفرد

فاسمح بمغفرة تكون لجمعنا ... زادًا إليك غداة يوم المشهد

تنبيه: وَثَمّ نكتة لا بدّ من التّنبيه عليها وهي أن كثيرًا من الجهّال اْعتمدوا على سعة رحمة الله الكبير المتعال وعطلوا أمره ونهيه وتركوا الأعمال وارتكبوا المحارم وقالوا: الله هو الراحم ونسوا المساكين قوله {إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: ٢] {وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: ١٤٧ {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [إبراهيم: ٤٧].

قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه "الداء والدواء": من اْعتمد على العفو مع الإصرار فهو كالمعاند. قَالَ معروف: رجاؤك لرحمة مَنْ لا تطيعه من الخذلان والحمق (١).

وقال بعض العلماء: من قطع عُضْوًا منك في الدّنيا بسرقة ثلاثة دراهم لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا. وكثير من الناس لم يفرقوا بين الرجاء والتمني.

والفرق أن الرجاء يكون مع بذل الجهد واستفراغ الطاقة في الإتيان بأسباب الظَّفَرِ والفوز، والتمني حديث النفس بحصول ذلك مع تعطيل الأسباب الموصلة إليه.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: ٢١٨] فطوى سبحانه بساط الرجاء إلا عن هؤلاء.


(١) "الداء والدواء" ص ٣٨، فصل: بين عفو الله وأمره.