وقال المغْتَرُّون الذين ضيعوا أوامره وارتكبوا نواهيه واتبعوا ما أسخطه وتجنبوا ما يرضيه أولئك [يئسوا من] رحمته وليس هذا ببدع من غرور النفس والشيطان لهم.
قال الإمام ابن القيم في كتابه" الروح الكبرى": الرجاء لعبد قد اْمتلأ قلبه من الإيمان بالله واليوم الآخر فمثل بين عينيه ما وعده الله من كرامته وجنته فامتد القلب مائلا إلى ذلك شوقًا إليه وحرصًا عليه فهو شبيه بالمادّ عنقه إلى مطلوب قد صار نصب عينيه (١).
قال: وعلامة الرجاء الصحيح أن الراجي لخوف فوت الجنة وذهاب حظه منها يترك ما يخاف أن يحول بينه وبين دخولها.
أما الأماني فإنها رؤوس أموال المفاليس أخرجوها في قالب الرجاء وتلك أمانيهم وهي تصدر من قلب تزاحمت عليه وساوس النفس فأظلم من دخانها فهو يستعمل قلبه في شهواتها، وكلما فعل ذلك منَّته حسن العاقبة والنجاة وأحالته على العفو المغفرة والفضل، وإن الكريم لا يستوفي حقه ولا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة، وتسمي ذلك رجاء وإنما هو وساوس وأماني باطلة تقذف بها النفس إلى القلب الجاهل فيستروح لها.