للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر البخل، والكذب، والشنظير الفحاش" (١).

فبيّن - صلى الله عليه وسلم - أنَّ أهْلَ النارِ خمسة أصناف: الأوّل: الضعيف الذي لا زبر له يعني بالزبر: القوة والحرص على ما ينتفع به صاحبه في الآخرة من التقوى والعمل.

وخرج العقيلي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "إن الله تعالى يبغض المؤمن الذي لا زبر له" فقيل له: أو يكون هذا؟ قال: "نعم والله لقد أدركتهم في الجاهلية، وإن الرجل ليرعى على الحي ما به إلا وليدتهم يطؤها" (٢) وهذا القِسم أعني: الضعيف الذي لا زبر له شر أقسام الناس ونفوسهم ساقطة؛ لأنه ليس لهم هم في طلب الدنيا ولا الآخرة وإنما همة أحدهم شهوة البطن والفرج كيف اْتفقتا له فيخدم النَّاسَ لأجلهما.

الثاني: الخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلاَّ خَانه يعني: لا يقدر على خيانة ولو كانت تافهة إلاّ بادر إليها، واغتنمها ويدخل في ذلك التطفيف في المكيال والميزان (٣).

قُلْتُ: وكذا الخيانة في الصلاة بأنْ يسرق صلاتَه بل هي أسوأ سرقة.

أخرجَ الإمام أحمد، والطبراني، وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد عن أبي قتادة رضي الله عنه، عن النبي


(١) أخرجه أحمد ٤/ ١٦٢، مسلم (٢٨٦٥)، الطيالسي في "مسنده" ١/ ١٤٥، والطبراني في "الكبير" (٩٨٧).
(٢) راجع التخويف من النار ص ٢٠٢.
(٣) "التخويف من النار" ص ٢٧٥ - ٢٧٦.