للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس، وأهاليهم، والانتفاع بذلك، والاستمتاع به وذا من جملة المكر والحيل المحرمة، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: "من غشنا فليس منا" (١) والمكر، والخداع في النار يعني صاحبهما.

الرابع: الكذب، والبخل ولم يحفظ الراوي ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا حفظًا جيدًا. والكذب والبخل خصلتان. وفي مسند الإمام أحمد في هذا الحديث: "الكذب أو البخل بالشك" وقيل: إنه عدهما واحدًا قاله مطرِّف الوراق وهو أحد رواة هذا الحديث (٢)، وهما ينشآن عن الشح كما جاء ذلك في الأحاديث، والشح: هو شدة حرص الإنسان على ما ليس له من الوجوه المحرمة، وينشأ عنه البخل وهو إمساك الإنسان ما في يده والامتناع من إخراجه في الوجوه التي أمر الله سبحانه أنْ يخرج فيها (٣).

وسمعتُ بعضَ أشياخي ذكرَ أنَّ البخيلَ هو الذي يبخل بما في يده عن إخراجه منها.

والشح: شدة تقتير المرء على نفسه حرصًا على المال مع محبته وميله إليه، وسمعتُ بعضهم قال: الشح هو البخل بمال الغير.

والتحقيق في الفرق بين الشح والبخل:

أنَّ الشح هو شدة الحرص على الشيء، والإحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله.


(١) أخرجه أحمد ٢/ ٤١٧، ومسلم (١٠١).
(٢) "مسند أحمد" ٤/ ١٦٢.
(٣) "التخويف من النار" ص ٢٧٦ - ٢٧٧.