للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا قوله: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد: ٣٥] {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر: ٤٨].

والمقصود أن القول بفناء الجنة قول مبتدع لم يقله أحد من الصحابة والتابعين، ولا أحد من أئمة المسلمين، وكل من قال به فهو ضال مخرف عن الصواب. والله تعالى أعلم.

وأما خلود أهل النار ففيه نزاع والتحقيق خلودهم وبقاؤها وأنها لا تفنى ولا تبيد.

والحاصل: أن في بقاء الجنة والنار وفنائهما ثلاثة أقوال:

خلود أهلهما وبقاؤها جميعًا وهو الصواب.

وفناؤهما وعدم خلود أهلهما وهو ضلال وباطل.

بقاء الجنة وفناء النار وهو باطل أيضًا.

على أن جماعة من العلماء ذهبوا إليه ومن ثمَّ قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: فيه قولان معروفان عن السلف والخلف والنزاع في ذلك معروف عن التابعين.

قال الإمام المحقق ابن القيم في "حادي الأرواح" (١): وثم أقوال سبعة:

أحدها: من يدخل النار لا يخرج منها أبدًا بل كل من دخلها مخلد فيها وهذا قول الخوارج والمعتزلة.

الثاني: أن أهلها يعذبون فيها مدة ثم تنقلب عليهم وتبقى طبيعتهم نارية يتلذذون بها لموافقتها لطبيعتهم وهذا قول ابن عربي


(١) "حادي الأرواح" ٥٠١، وما بعدها.