للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبحانه وحذرًا من سخطه لا لرغبة دنيوية أو رهبة من الناس أو طلب ثناء وصيتٍ أو ضعف في النفس أو نحو ذلك فهذه شرائط التوبة.

وأما مقدماتها فثلاث

ذكر شدة العقوبة منه سبحانه والإعراض عن العبد ومقته.

الثانية: ذكر غاية قبح الذنب.

الثالثة: ذكر ضعفك وقلة حيلتك في ذلك فإن من لا يحتمل حر شمس ولا قرص نملة وضربة سوط لا يحتمل حرّ نار جهنم وضرب مقامع الزبانية ولسع حياتٍ كأعناق البخت وعقارب كالبغال خلقت من النار في دار الغضب والبوار عياذًا بك اللهم من سخطك فإذا استحضر العبد هذه الحالة لم تحلُ له المعصية وتاب إلى ربه سبحانه.

فإذا علمت ذلك فالحق أن التوبة واجبة من الكبائر والصغائر أما الكبائر فبالإجماع وأما الصغائر فهو قول أصحابنا وغيرهم من الفقهاء والمتكلمين وغيرهم.

قاله الحافظ ابن رجب في كتابه: "شرح الأربعين النووية" (١) قد أمر الله بالتوبة عقب ذكر الصغائر والكبائر فقال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} إلى قوله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: ٣٠ - ٣١].


(١) "جامع العلوم والحكم" ص ٤٤٦.