للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثله (١) من القبول والغفران بلا ريب والله أعلم.

وأخرج الترمذي وصححه والنسائيُّ وابن ماجه في صحيحه (٢) والحاكم وصححه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إن المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نكتة سوداء في قلبه فإنْ تابَ، ونزع، واستغفر صقل منها، وإن زاد زادت حتى يغلق بها قلبه فذلك الران (٣) الذي ذكره الله في كتابه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: ١٤] (٤).

وأخرجَ ابن ماجه، والترمذي وحسنه عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إنَّ الله يقبل توبةَ العبدِ ما لم


(١) ورد في هامش الأصل: ولعل مراد الحافظ المنذري رحمه الله بقوله: عاد إلى مثله أي: مثل ذَلِكَ الذنب يعني: بأن زنا ثانيًا؛ لأنَّ الزنا ثانيًا مثل الأوّل لا عينه، كما لا يخفى؛ بل هَذَا مراده بلا شبهة، وإنما دخل هَذَا عَلَى المؤلف من كلام الغزالي، حيث فسَّر المثل بالغير في حق الهرم الذي كان يزني، فإنَّه يرجع عن مثله من نحو الغيبة. تأمل. والله أعلم. من خط المؤلف عن نسخته.
(٢) كذا في الأصل ولعل المراد: في سننه.
(٣) ورد في هامش الأصل: قوله: فذلك الران. . إلخ لعله مصدر ران يرين رينًا، ورُيُونًا. والرين: الطبع والدنس والصدأ الحاصل للقلب بسبب المعاصي، كما ذكره في الصحاح.
(٤) رواه أحمد ٢/ ٢٩٧، والطبري في "تفسيره" (٣٦٦٢٣)، وابن ماجه (٤٢٤٤)، والترمذي (٣٣٣٤)، والنسائيُّ في "عمل اليوم والليلة" (٤١٨)، وإسناده قوي.