للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا عُلِمَ ذلك فعلى الحازم أنْ يبادرَ إلى التوبةِ ليحصل له التوفيق للطاعة فإنّ شؤم الذنوب فساد القلوب، والحرمان من مشاهدة آثار أسماء المحبوب، والخذلان لدى علام الغيوب فقيد الذنوب يمنع من النهوض إلى طاعةِ علام الغيوب وكيف يسعى إلى مولاه مَن أثقلته خطاياه؟ وكيف ينور قلبًا بذكره وهو مصرٌ على عصيانهِ، ووزره؟ وكيف يذوق حلاوةَ الطاعةِ منَ اتخذ معصية الله له بضاعة؟ أم كيف يدعى إلى الخدمة مَن هو مُصِرٌّ على الجفوة والصدمة؟ أم كيف يقرب للمناجاة مَن هو متلطخ بالأقذار حائد عن طرق النجاة؟

وفي الخبر: إذا كذبَ العبد تنحى عنه الملكان لنتن ما يخرج من فيه فإذا كان هذا حال الملكين المخلوقين وهما عبدان يتنحيان عن نتن لسان تضمخ بالكذب فكيف هذا اللسان يناجي الحنان المنان؟ فلا جرم لا يكاد يجد المُصِرُّ على العصيان توفيقًا، ولا تخف أركانه للعبادةِ، ولا يسلك لها طريقًا، وإن انتصب للعبادةِ فقدْ سُلِبَ حلاوتها، وصفو لذتها. ولقد أجد في نفسي أني إذا خالطت أرباب الولايات، أو أكلت مِن أموالهم ثقلًا وربَّما منعني من إتيان حزبي تلك الليلة فأعلم أنَّ سبب ذلك من ذلك فنسأل الله أنْ يمنَّ بتوفيقه إنَّه ولي التوفيق.

وكلّ معصية أصابت العبدَ فبشؤم الذنوب، وترك التوبة.

ولقد صدق مَنْ قال: إذا لم تقدرْ على قيامِ الليل، وصيام النهار فاعلم أنكَ مكبول وقد كبلتك خطيئتك.

واعلم أنَّ العبادةَ ربما رُدت، ولم تقبل ممن لم يتب فإنَّ رب الدين