وقال ابن معاذ رحمه الله تعالى: ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها نقله في "طهارة القلوب".
واعلم أنَّ الواجب على العبد أنْ يتوب، ويعزم على أن لا يعود عزمًا صادقًا فإنْ عاد فليتب فإنَّ الله يتوب عليه.
قال الغزالي في "منهاج العابدين" فيمن يقول إني أعلم من نفسي أني أعود إلى الذنب، ولا أثبت على التوبة فلا فائدة في ذلك: إنَّ هذا من غرور الشيطان ومن أين هذا العلم؟ فعسى أن تموت تائبًا قبل أنْ تعود إلى الذنب، وأمَّا الخوف من العود؛ فعليك العزم والصدق في ذلك، وعليه الإتمام فإن أتم فذاك وإلا فقد غُفِرَتْ ذنوبك السالفة كلها فتطهرت منها وليس عليك إلا هذا الحدث.
فلا يمنعك خوف العود عن التوبة فإنك من التَّوبةِ أبدا بين إحدى الحسنين والله ولي التوفيق والهداية.
واعلم أنَّ الذنوب ثلاثة أقسام: تركك واجب فعليك أن تقضيه أو ما أمكنك منه، أو ذنب بينك وبينه تعالى كشرب الخمرِ فتندم عليه وتوطن القلب على عدم العود إليه، أو ذنب بينك وبين العباد وهذا أشكل وأصعب وهو أقسام أما في المال، أو في العرض، أو في النفس، أو في الحرمة، أو في الدين فما كان في المالِ فعليك أنْ ترده عليه إنْ أمكن أو الاستحلال منه فإن عجزت عَن ذلك لغيبة الرجل أو موته فتصدق به عنه إن أمكن إن لم يكن وارث فإنْ تعذر ذلك كله فعليك بتكثير حسناتك والتضرع لمولاك أن يرضيه عنك.