وأمَّا ما كان في النفسِ فمكنه من القصاص أو أولياءه فإمَّا أن يقتص أو يعفو فإنْ عجزتَ فالرجوع إلى الله سبحانه أن يرضيه عنكَ يومَ القيامةِ.
وأمَّا العرض فإن اغتبته أو شتمته فعليكَ أن تكذب نفسك بين يدي مَن فعلت ذلك عنده فإن كان ما قلتَ حقًا فعليك التوبة وأن تستحل من صاحبه إنْ أمكن وإلَّا فارجعْ إلى الله تعالى واسأله أن يرضيه عنكَ واستغفر له كثيرًا وقل: اللهمَّ اغفر لنا وله فإنَّ ذلك كفارة الغيبة كما جاء عن حضرة الرسالة.
وأمَّا الحرمة بأنْ خنته في أهله أو ولده ونحوه فلا وجه للاستحلال؛ لأنه مثار الفتنة ومعترك المحنة فالرجوع إلى المولى في ذلك أن يرضيه عنك أحرى وأولى.
وزعم بعضُهم أنَّه يستحله إن أمن الفتنةَ.
وأمَّا في الدين بأن كفَّره أو بدَّعه ونحو ذلك وهذا أصعب الأمر وأكثر هذا الداء في أهلِ العلم فيحتاج إلى أنْ يُكذِّب الإنسان نفسَه عند مَن صدرَ منه ذلك عنهم والاستحلال من صاحبه إن أمكن وإلا فالابتهال لذي الجلال أن يرضيه عنك في المآل والله الموفق.
وجملة الأمر: فما أمكن من إرضاء الخصم عملت وما لا رجعتَ إلى الله بالتضرع والصدق إلى الله ليرضيه عنك فيكون ذلك في مشيئة الله تعالى إذا علم مِن عبده الصدقَ أرضى الخصم مِن خزائن فضله ومَن رضي عنه مولاه أرضى عنه خصومه وتولاه.