للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن لا تجد مِن الذّنبِ مفزعًا، ولا للطاعةِ موقعا، ولا للموعظة منجعًا، ولا يحقر العاقل من الذنوب شيئًا فإنَّ الله تعالى يقول: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: ١٥].

وقد قال بعض السلف: أذنبت ذنبًا وأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة. قيل: ما هو؟ قال: زارني أخ لي في الله فاشتريت له سمكًا فأكل فقمت إلى حائط جاري فأخذت منه قطعة طين فغسل بها يده.

ورأيتُ في بعضِ الإسرائيليات أنَّ جبريل أو غيره أخبر أنَّ رجلين يومَ القيامةِ توزن حسناتهما وسيئاتهما فترجح حسنات أحدهما، وترجح سيئات الآخر فيقال: انظروا هل بقي لهذا من خير قط؟ فيقال: إنه كان جزارًا وإنَّ فلانًا أعني: الذي رجحت حسناته طلعَ يومًا فوضع إصبعه على لحم له فحملت يده من الدسومة شيئًا فأُخذَ بمقدارِ تلك الدسومة من حسنات الذي رجحت حسناته، فطاشت حسناته، ورجحت سيئاته، ووضعت في كفة الذي رجحت سيئاته فطاشت سيئاته، ورجحت حسناته. أو ما هذا معناه.

فانظر، واعتبر وبادر بالرجوع عن الذنب، وسافر بالقلب إلى الرب، وانظر حالَ الأب الأعلى، وما جرى له مع أنَّه سبحانه خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأحله دار كرامته، فأخرجه من جنته بذنب واحد، ونزع عنه تاجَ كرامته، ثمَّ اصطفاه ربّهُ فتاب عليه وهدى.

روي أنَّ الله قال له: يا آدم أي جار كنت لك؟ قال: نعم الجار