يا رب قال: يا آدم اخرجْ مِنْ جواري، وضعْ عن رأسِكَ تاجَ كرامتي فإنَّه لا يجاورُني مَن عصاني فبكى على ذنبه مائتي سنة، فقيل له: يا آدم أكلّ هذا البكاء على الجنة فيروي أنَّه قال:
شغفت بجار لا بدارٍ ألفتها ... على الجار أبكي لا بكائي على الدار
ويروى أنَّ هذا قاله بعد وفاته. رآه بعض الصالحين فعاتبه على كثرة البكاء مع تحقق الرجوع فأجابه به.
فهذا حاله مع صفوته مِن خلقه فكيف بمَن هو عن ذلك بمراحل وفي مهلكات الذنوب قائل فيالله العجب يرهبه المقربون، ولا يخافه المدحضون، يخاف على نفسه مَن يتوب، فكيف ترى حال من لا يتوب؟ فعليكَ بالتوبةِ والندم، والرجوع إلى معدن الحلم والكرم، واطرق هاتيك الأبواب، ومرغ الخدود على التراب، والزم الوقوف لدى باب الرحيم الرؤوف، ونادِ بقلب حزين: يا أرحم الراحمين عُبَيدك قد أتاك منتصلًا وقد دعاك متأملًا فلا ترده خائبًا يا أرحم الرحمين ببركة محمَّد (١) - صلى الله عليه وسلم - آمين:
أنا عبدك الجاني وأنت المالك ... إن لم تسامحني فإنِّي هالك
يا مَن تدارك طول جهلي حلمه ... ذخري لحشري عفوك المتدارك
مولاي أسررت القبيح وظاهري ... حسن وأنت لحجب ستري هاتك
حسبي خسارا أن تراني مسرفا ... ويظن هذا الخلق أني ناسك
(١) السؤال ببركة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بجاه هذا من التوسل الممنوع فينبغي أن يسأل ويقال نسأل الله: بحبنا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - أو نسأل الله أن تشفع فينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -.