للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ربهم يوم القيامة لماتوا.

وفي رواية: لذابت أنفسهم.

وقال بعض السلف: ما سرني أن لي نصف الجنة بالرؤية ثم تلا: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: ١٥].

وقال ذو النون: ما طابت الدنيا إلا بذكره وما طابت الآخرة إلا بعفوه وما طابت الجنة إلا برؤيته (١). وكان بعض العبّاد يقول: ليت ربب جعل ثوابي من عملي نظرةً مني إليه ثم يقول لي كن ترابًا.

وفي هذا المعنى أنشد بعضهم وأحسن:

وحرمة الود ما لي عنكم عوض ... وليس لي في سواكم سادتي غرضُ

وقد شرطت على قوم صَحِبْتَهم ... بأن قلبي لكم من دونهم فرضوا

ومن حديثي بهم قالوا به مرض ... فقلت لازال عني ذلك المرضُ

وأنشد غيره في المعنى وأجاد رحمه الله تعالى:

يا حبيب القلوب ما لي سواكا ... ارحم اليوم مذنبًا قد أتاكا

أنت سؤلي ومنيتي وسروري ... قد أبى القلب أن يحب سواكا

يا مرادي وسيدي واعتمادي ... طال شوقي متى يكن لقاكا

ليس سؤلي من الجنان نعيما ... غير أني أريدها لأراكا

وقد قال جل شأنه: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: ١٦] وأشرف طمع أهل الجنة رؤية مولاهم وقربه وجواره وأعظم خوفهم حجابهم عنه وقد أمن أهل الجنة منه.


(١) ذكره ابن الجوزي في "صفوة الصفوة" ٤/ ٣١٩.