للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن ياسر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقال فتح الموصلي رحمه الله في عيد أضحى: قد تقرب المتقربون بقربانهم وأنا أتقرب إليك بطول حزني يا محبوب قلبى لمَ تتركني في هذه الدنيا محزونا ثم غشي عليه وحمل فدفن بعد ثلاث رحمه الله.

فهذا حال من غلب عليه الشوق والتهبت نار الغرام في قلبه، وغلب عليه الرجاء فتاق إلى لقاء ربه.

وأما من غلب عليه الخوف فلا يتمنى الموت وذلك؛ لأن محبوبه تجلى على قلبه بصفات الجلال، فتلاشى طمعه وانمحق فرحه وفشى جزعه ورأى من نفسه غاية التقصير في جناب الملك القدير فالحزن دثاره والخوف شعاره والتأوّه ديدنه والتضرع أذكاره.

قال كعب رحمه الله: من بكى اشتياقًا إلى الله عزَّ وجل؛ أباحهُ النظر إليه تبارك وتعالى، وكان أبو عبيدة الخواص: يمشي في الأسواق ويضرب على صدره ويقول واشوقاه إلى من يراني ولا أراه (١).

وكان بمكة امرأة من العابدات تصرخ وتقول: أوليس عجبًا


(١) ورد في هامش الأصل: ولبعضهم:
يا من يراني ولا أراه ... كم ذا أراه ولا يراني
يعني: كم ذا أراه محسنًا إلى ولا يراني في طاعته وحيثما أمرني به. والله أعلم. عن نسخته عن خطه.