قيس بن شمّاس رضي الله عنه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له:"يا ثابت أما ترضَى أن تعيش حميدًا وتقتل شهيدًا وتدخل الجنة"(١) قال الإمام مالك: فقُتِل ثابتُ يوم اليمامة شهيدًا.
وقال أبو عمر عن ابن ثابت قال: لما نزلت {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}[الحُجرَات: الآية ٢] دخل أبوه بيته وأغلق عليه الباب، ففقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرسل إليه يسألهُ ما خبره؟ قال: أنا رجلٌ شديدُ الصوت أخافُ أن قد حبط عملي قال: "لستَ منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير". قال: ثم أنزل الله {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[لقمَان: الآية ١٨]، فأغلق عليه بيته وطفق يبكي، ففقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليه فأخبره فقال: يا رسول إني أحُبّ الجمال وأحبُّ أن أسود في قومي، فقال:"لستَ منهم بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة". قال: فَلمَّا كان يوم اليمامة خرج مع خالد بنُ الوليد رضي الله عنه إلى مسيلمة فلمَا التقَوا انكشفوا، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم حفر كل واحد له حُفيرة، فثبتا وقاتلا حتى قُتلا وعلى ثابت يومئذ درع له نفسه فمرّ به رجل من المسلمين، فأخذها فبينا رجل من المسلمين نائم، إذ أتاه ثابت في منامه فقال له: أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حُلم فتضيعه، إني لمّا قتلت أمس مرّ بي رجل من المسلمين، فأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في