للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طوله، وقد كفا على الدّرع برمة، وفوق البرمة رحلًا، فأت خالدا فمُرْهُ أن يبعث إلى درعي فيأخذها، وإذا قَدِمْتَ المدينة على خليفة رسول الله، يعني الصّديق رضي الله عنه فقل له إنّ عليّ من الدَّين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، وفلان فأتى الرجل خالدًا فأخبره، فبعث إلى الدّرع فأتي به، وحُدّث أبو بكر برؤياه، فأجازَ وصيّته (١). قال المحققُ عن أبي عمر: ولا نعلم أحدًا أجُيزت وصيّته بعد موته، غير ثابت بن قيس -رحمه الله ورضي عنه.

قال المحقق: فقد اتفق أبو بكر وخالد والصحابة رضي الله عنهم على العمل بهذه الرّؤيا، وتنفيذ الوصية بها، وانتزاع الدرع ممن هو في يده بها، وهذا محض الفقه والله أعلم. والمقصود أنّ الأرواح تجتمع مع بَعْضِها، سواء كانت موتى أو لا.

وقد أخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن عمرو قال: الجنّة مطويّة معلّقة بقرون الشمس، تُنشر في كلّ عام مرّة، وأرواح المؤمنين في طير الزرازير، يتعارفون ويُرزقون من ثمر الجنة (٢).

وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ


(١) انظر خبر ثابت مطولًا ومختصرًا في "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم ٣/ ٣٦١، والطبراني في "الكبير" ٢/ ٧٠ (١٣٢٠)، والحاكم ٣/ ١٣٥، والبيهقي في الدلائل ٦/ ٣٥٦.
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٧/ ٥٦ باب ما ذكر في الجنة وما فيها مما أُعد لأهلها. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٨٩ و ٢٩٠، وفي "صفة الجنة" (١٣٣) والجوزقاني في "الأباطيل" ١/ ٣٢٠ - ٣٢١، وإسناده ضعيف، انظر في ص ٣٣١ ت (٢)، (ص ٣٤٩) ت (٣).