للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرواح المُؤمِنَين ليلتقيان على مسيرة يوم، وما رأى أحدُهما صاحبه قط" (١).

وأخرج البزارُ بسند صحيح عن أبي هريرة رفعه: "إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين، يودُ لو خرجت نفسه، والله يحب لقاءه، وأن المؤمن تصعد روحه إلى السّماء، فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفه من أهل الدنيا، فإذا قال: تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك، وإذا قال: إن فُلانا قد مات قالوا: ما جيء به إلينا" (٢).

وسيأتي بقية الكلام على ذلك في باب مفرد، والله أعلم.

فإن قيلَ: هل النفس والروح شيء واحد؟ أم هما شيئان؟

قلتُ: هذا فيه خلاف مشهور بين الناس. وظاهر حديث أبي هريرة المتقدم أنَّهما شيء واحد، وأنا أذكر تفصيل ذلك وما قيل فيه، مبينًا للصّواب إن شاء الله تعالى:

حكى ابن زيد، عن أكثر العلماء: أن الرّوح والنفس اسمان لمسمى واحد، يعني كالبر والقمح اسم للحنطة، والإنسان والبشر اسم للحيوان الناطق، ويسمّى هذا عند أهل الأصول مترادفًا.

وقال ابن حبيب: هما شيئان فالروح هي النفس المتردد في


(١) رواه الإمام أحمد ٢/ ١٧٥ (٦٦٣٦) و ٢/ ٢٢٠ (٧٠٤٨)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٢٦١)، وإسناده لا بأس به.
(٢) رواه البزار (٨٧٤) "كشف الأستار" بأطول منه، وأورده الهيثمي ٣/ ٥٢، وقال: في الصحيح طرف منه، انظر ص ١٢٧ ت (٢) ص ٣٥٠ ت (٣).