للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن رجب، قدّس الله روحه والسّدي: مختلف في أمره، وكان الإمام أحمد رضي الله عنه ينكر عليه جمعه الأسانيد المتعددة، للتفسير الواحد.

وأخرج الترمذي عن أبي عزة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة"، أو قال: "بها حاجة"، قال: هذا حديث حسن صحيح وأبو عزّة له صحبة واسمه يَسار بنُ عُبيد (١) وأنشدوا:

إذا ما حمام المرء كان ببلدة ... دعته إليها حاجة فيطير

وأخرج ابن ماجه عن ابن مسعود مرفوعًا: "إذا كان أجل العبد بأرض أتته الحاجة إليها، حتى إذا بلغ أقصى أثره قبضه الله، فتقول الأرض يوم القيامة: رَبّ هذا ما استْودَعْتني" (٢).

قال القرطبي في "التذكرة" (٣): قال علماؤنا رحمةُ الله عليهم: فائدة هذا الباب، تنبيه العبد على التيقظ للموت، والاستعداد له بحسن الطاعة، والخروج من المظلمة وقضاء الدّين، وإثبات الوصيّة بما لَهُ وعليه في الحضر، فضلًا عن أوان الخروج عن وطنه إلى سفر فإنه لا يدري أين كتبت منيّته من بقاع الأرض وأنشدُوا:

مشينا في خُطا كُتبت علينا ... ومن كتُبت عليه خُطا مشاها


(١) رواه الترمذي (٢١٤٧)، انظر ت (٢) الصفحة السابقة.
(٢) رواه ابن ماجه (٤٢٦٣) وصححه البوصيري.
(٣) التذكرة (٧٥) تح عصام.