للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: انظر أين هو جالس بلسه اللَّه قال: ثم ضرب جانب وجهي، فسقطت فمكثت ليلتي حتى أصبحت، قال: ثم أخذت انظر إلى القبر على حاله، وأذكر جلوسي، وذكر نحو هذا وشبهه. وكذلك شوهد اتساع اللحد وانفراجه.

روى ابن أبي الدنيا، في كتاب "ذكر الموت"، عن أبي بكر بن أبي مريم عن الأشياخ قال: كان شيخ من بني (الجرمي) (١) (٢) بالبصرة، وكان شيخًا صالحًا، وكان له ابن أخ يصحب الفساق، فكان يعظه فمات الفتى، فلمّا أنزله عمه في قبره، وسوى عليه اللبن، شك في بعض أمره فنزع بعض اللبن، فنظر في قبره فإذا فيه أوسع من جبانة البصرة، وإذا هو في وسط منها، فردّ عليه اللبن وسأل امرأته عن عمله، فقالت كان إذا سمع المؤذّن، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، يقول وأنا أشهد بما شهدت وأكفيها مَنْ تولى عنها. وأخرج ابن أبي الدنيا، في كتاب من "عاش بعد الموت"، حكاية (٣) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحن حول مريض لنا إذ هدأ وسكن حتى ما يتحرك منه عرق، فسجّيناه وأغمضناه، وأرسلنا إلى ثيابه وسدره وسريره (٤)، فلمّا ذهبنا لنحمله لنغسله تحرّك، فقلنا سبحان الله! ما كنا نراك إلّا قدْ متّ، قال: فإنّي قدْ متّ


(١) كذا بالأصل وفي كتاب "ذكر الموت" ص ١٧٩: الحضرمي
(٢) "ذكر الموت" ص ١٧٩ (٣١٩).
(٣) كلمة (حكاية) ليست في (ب) والقصة في كتاب "من عاش بعد الموت" (٦٤).
(٤) أي أرسلنا في إحضارها.