للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلًا من بلدهم ماتت زوجته، قال وكانت تتعاطى الرّبا، بالباء الموحّدة، فلما كان وقت العشاء سمع زوجها صريخها من داخل القبر، وكان جالسًا في باب داره فلمّا سمعها أخذته الحشومة من أجلها، وكان ذا شدّة وبأس، فأخذ سلاحه وذهب إلى عند قبرها، فوقف عليه وقال: لها لا تخافي، فإنّي عندك؛ زعمًا منه أنه سينقذها مما هي فيه، لشدّة عتوّه وجهله، وتناول حجرًا من (١) القبر، قال: فما رفع رأسه حتى ضُرِب ضربة أبطلت حركته، وأرخت مفاصله، وأدُلع لسانه، فرجع على حالة قبيحة، وهيئة فضيحة. قال: فوالله لقد رأيته وهو مرخي لسانه (٢)، وبصاقه ينزل على صدره. قال: وهذا خبر استفاض عند أهل البلد كلّها، والله أعلم.

وأخبرني الشيخ التقي المتعبد، وهو غير مُتّهم، بل ثقة صدوق، أعني: الشيخ صالح ابن الشيخ محمّد جرّاح، سنة سبع وثلاثين بعد المائة (٣)، في شهر رجب في خلوتي بدمشق الشام، في مدرسة الشيخ مراد، في رحلتي في طلب العلم، وكانَ الشيخُ صالح يتردّدُ عليّ يقرأ في علم العروض، قال: أخبرني والدي الشيخ الصّالح محمد جراح العجلوني قال: ذكر لي جماعة من أهل بلدة، وسمّاها قالوا: كان عندنا هنا رجلٌ يظن به الخير، غير أنه يشرب التتن (٤)،


(١) في (ب): (عن).
(٢) في (ب): (حنكه) بدلًا من: (لسانه).
(٣) يعني سنة ١١٣٧ هـ.
(٤) التتن: هو الدخان بأنواعه.