للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قاتل لإعلاء كلمة الله: سيّدُنا شيث عليه السلام قاتل أخاه قابيل وذرّيته لكفرهم.

والحاصل: أنّ القول بأنّ الرسل لم تكن تقاتل لإعلاء كلمة الله مردود، وهذا من فضل ربّ العالمين، على هذا العبد المسكين، في الاستدلال لهذه المسألة، ولم أر من استدلّ بذلك لها، فالحمدُ لله الذي هدانا لهذا، وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

الوجه الثاني: قد مرّ في حديث عائشة الصحيح، في قصّة اليهودية ما يردّ دعوى الترمذي، وأيضًا في حديث أنس الصحيح، قال: مرّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بحائط لبني النجار، فسمع صوتًا من قبر فقال: "متى مات صاحب هذا القبر"؟ قالوا: مات في الجاهلية، قال: "لولا أن لا تدافنوا؛ لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذاب القبر" (١). والذي يظهر: أنّ عذاب القبر إنما يكون بعد السّؤال والله الموفق.

السّابعة: قال الحكيم (٢): إنما سمّيا فَتَّانَي القبر؛ لأنّ في سؤالهما انتهارًا، وفي خلقهما صعوبة، وسُمّيا منكرًا ونكيرًا؛ لأنّ خَلقهما لا يُشبه خلق الأدميين، ولا خلق الملائكة، ولا خلق البهائم، ولا خلق الهوام، بل هما خلق بديع، وليس في خلقهما أنس للناظرين إليهما،


(١) رواه مسلم (٢٨٦٨)، وأحمد ٣/ ١٠٣ و ١١٢ و ١٧٥ و ١٧٦ و ٢٠١ و ٢٧٣ و ٢٨٤، والنسائي ٤/ ١٠٢، وأبو يعلى (٣٦٩٣)، وابن حبان (٣١٢٦) و (٣١٣١).
(٢) "نوادر الأصول" ٣٢٣.