للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جعلهما الله تكرمة للمؤمن، ليُثبته وينصره وهتكًا لستر المنافق في البرزخ، من قبل أن يُبعث. قال السيوطي (١): وهذا يدل على أن الاسم منكَر بفتح الكاف، وهو المجزوم به في القاموس. قال: وذكر ابن يونس من أصحابنا الشّافعيّة: أن اسم ملكي المؤمن مُبشّر وبَشير قلت. وهذا يحتاجُ إلى دليل مأثور، وإلا فالأحاديث ليس فيها سوى منكر ونكير، وقد أشار السيوطي (٢) لهذا في قوله:

وضَبطُ مُنكر بفتح الكاف ... فلست أدري فيه من خلاف

وذكر ابن يونس من صحبنا ... أنّ اللذين يأتيان المؤمنا

اسمهما البشير والمُبشر ... ولم أقف في ذا علي ما يؤثر

وحيثُ لم يوجد له دليل ... فلاله إلّا الرّدّ يا نبيل

الثامنة: قال القرطبي (٣): إن قيل: كيف يخاطبُ الملكان جميع الموتى، في الأماكن المتباعدة في الوقت الواحد؟

فالجواب: إن عظم خَلْقهما يقتضي ذلك فيُخاطبان الخلق الكثير، في الجهة الواحدة، في المرّة الواحدة، مخاطبة واحدة، بحيث يُخَيّل لكلّ واحد من المُخَاطبَين أنه المخاطب دون من سواه، ويمنعُه الله من سماع جواب بقية الموتى.

وقال السيوطي (٤): ويُحتمل تعدد الملائكة، لذلك كما في الحفظة ونحوهم. وذهب إليه الحليمي من الشافعية، وألمّ به الجلال


(١) شرح الصدور (١٤٤) وكذا في النهاية لابن الأثير (٥/ ١١٥).
(٢) جمع الشتيت ص ١٣٤ والبيت الرابع غير موجود فيما لدي.
(٣) "التذكرة" ١/ ١٦٨.
(٤) "شرح الصدور" ص ٢٠٠.