للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قرنه إلى قدمه نارًا، فلاذ بيَ الرجل، وقال: يا عبدَ الله أغثني، فقال الطالب: يا عبدَ الله لا تُغثه فبئس عبد الله هو، فقال عمر: لذلك كرّه لكم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أن يسافر أحدُكم وحدَه.

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب "من عاش بعد الموت" (١)، عن مجاهد قال: أردت حاجة فبينما أنا في الطريق، إذ فجأني حمار وقد أخرج عنقه من الأرض، فنهق في وجهي ثلاثًا، ثم دخل فأتيت القوم الذين أردتهم، فقالوا: ما لنا نرى لونك قد حال، فأخبرتهم الخبر، فقالوا: ذاك غُلام من الحي، وتلك أمه في ذلك الخباء وكانت إذا أمرته بشيء شتمها، وقال ما أنت إلَّا حمار ثم نهق في وجهها، فماتَ يوم مات، فدفناه في تلك الحفيرة، فما من يوم إلَّا وهو يُخرج رأسه في الوقت الذي دفنّاه فيه، فينهق إلى ناحية الخباء ثلاث مرات، ثم يدخل.

وأخرج ابن أبي الدُنيا عن عمرو بن دينار قال: كان رجلٌ له أخت (٢) منْ أهل المدينة، ماتت فجهزها وحملها إلى قبرها، فلمّا دُفنت ورجع إلى أهله، ذكر أنه نسي كيسًا كان معه في القبر، فاستعان برجل من أصحابه فأتيا القبر، فنبشاه فوجد الكيس، فقال للرجل تنح حتى أنظر على حال أختي، فدفع بعضَ ما على اللحد، فإذا القبر يشتعل نارًا، فردّه وسوى القبر، ورجع إلى أمّه فسألها عن حال


(١) "من عاش بعد الموت" (٢٧).
(٢) في (ب)، و (ط) "كان رجل من أهل المدينة له أخت".