للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحابُه: نِعْمَ الإخوان والله هؤلاء يا أبا سعيد دُلنا عليهم، قال هؤلاء أهل القبور (١).

ورُوي عن عليّ [كرّم الله وجهه] (٢)، بإسناد منقطع أنه قيل له: ما شأنك جاورت المقبرة؟ قال: إني أجدهم إخوانٍ جيران صدقٍ، يكفُّونَ الألسنة، ويُذَكِّرون الآخرة (٣).

وفي "أهوال القبور" للحافظ عن الحسن: أن عثمان بن أبي العاص كان في جنازة فرأى قبرًا خاسفًا، فقَال لرجُل من أهله: يا فلان: تعالَ انظر إلى بيتك الذي هو بيتك، قال: فقال: ما لي أرى بيتي لا فيه طعام ولا شراب ولا ثياب، قال: فإنه بيتك، قال: صدقت، قال: فرجع فقال: واللهِ لأجعَلَنَّ ما في بيتي هذا في بيتي ذاك، قال الحسنُ: هوَ واللهِ التسدُّد أو الهلكة، والله لتصبرنَّ أو لتَهلَكَن. وفي رواية قال: أراهُ بيتًا ضيقًا بابًا مظلمًا، ليس فيه طعامٌ ولا شراب ولا زوجة، وقد تركتُ بيتا فيه طعام وشراب وزوجة. قال: هذا والله بيتك قال: صدقت أمّا والله لو قد رَجعتُ نقلت من ذلك إلى هذا (٤).

وعن مُطرف الهذَليّ قال: كانَتْ عجوزٌ مُتعبدةٌ في عبد قيس،


(١) ورد نحو هذا الخبر عن أبي الدرداء رَضي اللهُ عَنْهُ في "إحياء علوم الدين" ١/ ٢١١.
(٢) الأولى الاقتصار برضي الله عنه إسَوة بغيره من الصحابة.
(٣) رواه البيهقي في "الشعب" (٩٣١٢).
(٤) رواه الإمام أحمد في "الزهد" ص ٤٧٧ بنحوه. "أهوال القبور" ص ٢٢٣: ٢٢٤.