للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنْ تَنجُ منها تَنجُ من ذي عظيمةٍ ... وإلَّا فأني لا أخالكَ ناجيا (١)

قُلْتُ: تقدم عزو هذا البيت لسيدنا عثمان، وهذا أصح فإني رأيتُ من طعن في عزوه لسيدنا عثمان رضي الله عنه، وعلى فرض صحته فلا تنافى والله أعلم.

وأخرج ابن أبي الدنيا أيضًا عن حجاج بن الأسودِ قال: رأيت في المنام كأني دخلتُ المقابر، فإذا أنا بأهل القبور في قبورهم، وقد انشقت عنهم الأرض، فمنهم النائم على التراب، ومنهم النائم على الريحان، ومنهم كهيئة المتبسم في نومه، ومنهم قد أشرق لونه، ومنهم حائل اللون قال: فبكيْتُ عندما رأيتُ منهم، ثم قلتُ في منامي رَبّ لو شئت سوّيت بينهم في الكرامة، فناداني منادٍ مِن ناحية القبور: يا حجاج هذه منازلُ الأعمال فاستيقظتُ من كلمته فَزِعًا (٢).

وعن سلمة البصري قال: وقف رجلٌ على قبر قد بُني بناءً حسنًا فجعل يتعجب من حُسنه، فلما كان من ليلته أتاهُ آت في منامه فوقف عليه وإذا رجل قد امتحت آثار وجهه فقال:

أعجبك القبر وحسنُ البنا ... والجسمُ فيه قد حواه البلا

فسائل الأموات عن حالِهم ... ينبئك عن ذاك ذهاب الحِلا

قال: ثم وَلَّى فاتبعتُه فدخل الجبانة، فأتى ذلك القبرَ فانساب فيه بعينه، وعنه أيضًا قال: رأيتُ مربع بن سرور العابد في منامي، وكان


(١) "أهوال القبور" ص ٢٣١، وفي حلية الأولياء ٢/ ٢٤١.
(٢) "أهوال القبور" ص ١٩٤.