للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يحتج إلى هذه الحجة الداحضة التي لا يعتمد عليها، ومن ثمَّ ألزمَه عليّ رضي اللهُ عنه بقوله: فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذن قتل حمزةَ حين أخرجه لقتال المشركين. والله أعلم.

ولما رأى أصحابُ معاوية من أصحاب عليّ العجز - أي عَجزُ أصحاب معاوية عن أصحاب عليّ - قال عَمرو لمعاوية: أرسلوا إلى عليّ بالمصحف، فادعوه إلى كتاب الله تعالى، فإنّ عليًّا يجيبك إلى ذلك، ففعلوا فقال عليّ: نعم، نحنُ أحقُ بالإجابة إلى كتاب الله تعالى، فقال القُراء الذين صاروا بعد ذلك خوارج: يا أمير المؤمنين ما تنتظر إلى هؤلاء ألا نمشي عليهم بسيوفنا، حتى يحكم الله بيننا، فقال سهل بن حنيف: يا أيها الناس، اتهموا رأيكم، فآلى الأمر إلى التحكيم، فحكَّم عليٌّ أبا مولى بعد أن أراد أن يُحَكِمْ ابن عباس، فمنعه أهل الكُوفة، وحكَّم معاوية عَمرو بْنَ العاص، فاتفق الحكمان على أن يخلع كلٌ منهما صاحبه، وكان عَمرو داهية، فقدَّم أبو موسى، فخلع عليًّا ثم قام عمرو فقال: إنَّ أبا موسى خلع عليًّا، وإني نصَّبتُ معاوية، فاختلف الناسُ وأخذ أبو موسى يسبُ عَمرًا ويقول: إنك غدرت، فرجع عليٌّ إلى الكُوفة ومعاوية إلى الشام، ثم تجهز عليُّ لقتال أهل الشام مرة بعد أخرى، فشغله أمر الخوارج، ثم تجهز في سنة تسع وثلاثين، فلم يتهيأ ذلك لافتراق أهل العراق عليه، ثم وقع الجد منه في ذلك في سنة أربعين، وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما، وكانوا أربعين ألفًا بايعوه على الموت، ثم قُتل سيدُنا