للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين وأموالهم (١).

فلزم بيته إلى أن مات رحمة الله عليه، وذلك بعد أربعين يوما، وقيل ستة أشهر وهو آخر من تولى من بني أبي سفيان، وكان قتل الحسين، ووقعة الحرة، ورمي الكعبة بالمنجنيق من أعظم الشنائع التي وقعت في زمن يزيد، ثمَّ قتله الله هو وجنوده وأعوانه، فقُطع دابرُ القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين، ثمَّ بَعد موت معاوية بن يزيد رحمه الله، بايع أهل الآفاق كُلها لابن الزُبير - رضي الله عنه -، وانتظم له المُلكُ بأرض الحجاز واليمن ومصر والعراق، وجميع المشرق كله، وجميع بلاد الشام حتى دمشق، ولم يتخلف عن بيعته إلا بنو أميّة، ومَن يهوى هواهم وكانوا بفلسطين، حتى أن مروان هَمّ بالرّحلة إلى مكة ليبايعه، فمنعه بَنو أميّة وبايعوه بالخلافة، وخرج بمن أطاعه إلى دمشق وقاتل الضحاك بن قيس المبايع لابن الزبير، فاقتتلوا بمرج راهط فقُتل الضحاك وغلب مروان على الشام، ثمَّ توجه إلى مصر فحاصر عامل ابن الزبير بها، حتى غلب عليها في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومات في تلك السنة، فكانت مدته ستة أشهر وعهد لابنه عبد الملك، فقام مقامه وكمل له ملك الشام ومصر والمغرب، ولابن الزبير ملك اليمن والحجاز والعراق والمشرق، إلا أن المختار بن أبي عبيد غلب على الكوفة، وكان يدعو إلى المهدي من أهل البيت ويقول: إنه محمَّد بن الحنفية فأقام على ذلك سنتين.


(١) أورد ابن كثير خطبة معاوية بن يزيد في البداية والنهاية ٨/ ٢٥٧ بسياق مختلف ليس فيه ذِكر لمعاوية بن أبي سفيان ولا لابنه يزيد. وانظر "الإشاعة" ص (٢٩).