للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القيامة، يقدمُ قومه فأوردهم النار ويردُ بهم العار، وبئس الورد المورود، والمردى في ذلك الموقف المشهود، ورشق المصحف بالسهام ولم يخف الآثام، وذلك أنَّه استفتح في المصحف الشريف فخرج، {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: ١٥]، فمزّق المصحف وقال:

أتوعدني بجبار عنيد ... وإني فيك جبار عنيدُ

إذا ما جئت ربك يوم حشر ... فقل يا ربّ مزّقني الوليدُ

وكان قد استباح الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيه، حتى راودَ أخاه سليمان عن نفسه ليفجر به، وله معائب وفضائح كثيرة جدًا، حتى أنَّه أراد الحج ليشرب الخمر فوق سطح الكعبة المشرفة، فقام عليه ابن عمه يزيد بن الوليد فقتله، وقام عليه مروان الحمار بن محمَّد بن مروان، ولّما مات وُلي أخوه إبراهيم، فغلبه مروان، واختل أمرُهم حتى غلب على الملك بَنُو العباس وقتلوهم أشد القتلة، فسبحان من لا يزول ملكه، {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: ١٤٠] فلله الأمَر من قبل ومن بعد.

فكان انقراض مُلك بني أميّة في ثنتين وثلاثين بعد المائة.

ثمَّ قام من بني العباس أوّل خليفتهم السَفَّاح، ثمَّ أخوه المنصور، ثمَّ ولده المهدي، ثمَّ ولده الهادي، ثمَّ أخوه الرشيد، ثمَّ ولده الأمين، ثمَّ أخوه المأمون، وهو الذي امتحَنَ الإمام أحمد، ثمَّ المعتصم، وهو الذي ضرب سيدنا الإمام أحمد ثمَّ ولد المعتصم: الواثق، وكان أخبث من أبيه ثمَّ أخوه المتوَكّل فأظهر السنة رحمه الله ورضي عنه، ثمَّ قتله ولده المنتصر، فلم يَقُمْ بعده إلا اليسير ثمَّ المستعين، ثمَّ المعتز، ثمَّ