للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهتدي، وكان صالحًا مأمونًا فقُتل، وقام من بعده المعتمد إلى أن صارت النوبة إلى المستعصم، وذلك أول فتنة التتار الظلمة الفجار، فقد أخرج الأئمة الأبرار عن النبي المختار "أن قتال التتار من علامات الساعة".

أخرج الستة إلا النسائي "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا، نعالُهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين، حُمر الوُجوه ذلف الأنوف، كأن وجوههم المَجانّ المُطرقة" (١).

وفي رواية عند البخاري: "لا تقومُ الساعَةُ حتى تقاتلوا خُوزا وكِرمان من الأعاجم، حُمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين وجوههم المجان المطرقة نعالُهُم الشعر" (٢)، وفي لفظ "عراض الوجوه نعالهم الشعر"، على ظاهره ويحتمل أن يكون من جلود مشعرة غير مدبوغة، ويحتمل أن يكون المرادُ وفور شعرهم، حتى يطأوها بأقدامهم قاله المناوي في "تخريج المصابيح".

وقوله (حُمر الوجوه) أي بيضُ الوجوه مشربة بحمرة، قاله في "الإشاعة" (٣)، وقوله (ذلف الأنوف) بالذال المعجمة في رواية الجمهور قال صاحبُ "المشارق" (٤) وهو الصواب، ويُروى بالمهملة،


(١) رواه البخاري (٢٩٢٨، ٣٥٨٧)، ومسلم (٢٩١٢)، وابن ماجه (٤٠٩٧)، وأحمد ٢/ ٥٣٠.
(٢) رواه البخاري (٣٥٩٠)، وأحمد ٢/ ٣١٩، وابن حبَّان (٦٧٤٣)، والحاكم (٤/ ٥٢٣).
(٣) ص ٣٥.
(٤) مشارق الأنوار للقاضي عياض (١/ ٢٧٠).