للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهُو بضم الذال وسكونِ اللام جمع أذلف كأحمر، معناه فُطس الأنوف كما في الرواية الأخرى أي قصارها، مع انبطاح وقيل: غُلظُ أرنبة الأنف قاله النوويّ (١)، والمجانّ: بفتح الميم، وتشديد النون جمع مجن بكسر الميم: هو الترس والمطرقة بضم الميم، وسكون الطّاء وحُكي فتحها، وتشديد الراء.

قال النوويّ (٢) عن الأوّل: أعني سكون الطّاء: هُو المشهور في الرواية، وكتب اللغة ومعناه أن وجوههم عريضة كما في الرواية الأخرى، ووجناتهم ناتئة كالترس المطرقة، وقوله "حتى تقاتلوا خوزا" قال في "النهاية" (٣) بالخاء المعجمة والزاي: جبل معروف وهو من بلاد الأهواز، من عراق العجم، بحيث قيل أنَّه صنف منهم وكِرمانُ صنفٌ في العجم، قال السخاويُّ: وهي بلدةٌ معمورة من بلاد العجم بين خراسان وبحر الهند، ويروى خوراء بالراء المهملة وهو من أرض فارس، وصوّبه الدارقطني. والله أعلم.

ولما خرج التتار خرَّبوا البلاد، وأبادوا العباد، وأظهروا الفساد. قال السبكي في "طبقاته" (٤): لم يكن منذ خلق الله الدنيا فتنة أكبر من فتنة التتار، فإنهم خربوا المساجد، وحَرقوا المصاحف والكتب، وقتلوا الرّجال وسبَوا النساء وبقروا بطُون النساء. فأخرجوا أولادهن، وقتلوهم.

قال السخاوي: ولم تزل بقاياهم يخرجون إلى أن كان آخرهم


(١) و (٢) شرح مسلم (١٨/ ٣٧).
(٣) "النهاية" (٢/ ٨٧).
(٤) طبقات الشافعية ١/ ٣٢٩.