للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تيمور الأعرج، فطرق الديار الشامية وعاث فيها وحرَقَ دمشق، حتى جعلها خاوية على عروشها ودخل الروم والهند وما بين ذلك، وطالت مدته إلى أن مات وتفرق بنوه في البلاد.

قال في "الإشاعة" (١): وظهر بذلك مصداق قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أوّل من يسلبُ أمّتي ملكَها بنو قنطورا" (٢).

قال السخاوي: وقنطورا بالمد والقصر: قيل كانت جارية لإبراهيم الخليل عليه السلام، فولدت له أولادًا فانتشر منهم الترك حكاه ابن الأثير (٣)، وجزم به في القاموس. والله الموفق.

ومن علامات الساعة نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى، كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم -.

روى البخاريُّ في صحيحه والحاكم في المستدرك، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى تخرجَ نارٌ من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى" (٤).

وأخرج الإمام أحمد، وابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن أبي ذرّ مرفوعًا: "ليت شعري متى تخرج نار من جبل وِراق، تضيء لها أعناق البخت ببصري كضوء النهار؟ " (٥).


(١) ص (٣٦).
(٢) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٣٠٤، وعزاه للطبراني في الأوسط وقال: فيه مروان بن سالم وهو متروك.
(٣) "النهاية" (٤/ ١١٣).
(٤) رواه البخاري (٧١١٨)، ومسلم (٢٩٠٢) ٤/ ٢٢٢٧، والحاكم ٤/ ٤٤٣.
(٥) رواه أحمد ٥/ ١٤٤، والبزار في مسنده (٤٣٠)، وابن حبَّان (٦٨٤١)، =