للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليمامة يعني مسيلمة" (١)، أي وقد خرج غيرهما من الدجالين كابن صياد، إن قلنا إنه ليس هو المسيح الدجال كما سنظهره بعد.

وخرج في زمن أبي بكر طليحة بن خويلد فادعى النّبوة ثمَّ تاب ورجع إلى الإِسلام، كذا في فتح الباري للحافظ ابن حجر (٢) لكن: عند ابن عساكر أنَّه خرج في عهد النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فوجه إليه ضرار بن الأزور فشجُّوا طُليحة وأخافوه ثمَّ جاءهم موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرفض الناس إلى طليحة، واستطار أمره أي: ثمَّ أسلم كما بينته في كتابي "تحبير الوفاء في سيرة المصطفى"، تبعًا لابن الجوزيّ فعلى هذا: يكون نسبة خروجه إلى زمن أبي بكر لاستطارة أمره فيه، وتمام ظهوره، والله الموفق.

وتنبأت أيضًا سجاح، فتزوجها مسيلمة بعد أن تجهزتْ لقتاله، فصنع لها مكيدة ودعاها إلى الدخول عليه وأمر أعوانه أن يكثروا من أدعاق البخور، والروائح النفيسة لعلمه أنّ النساء متى مَا شمَّت الرائحة الطيبة هاجت، فلما دخلت عليه لأجل الصلح، وشمّت تلك الروائح الطيبة، هاجت شهوتها فدعاها للزواج فأجابت، فأمهرها أن وضع عن قومها الصلاة، فقال شاعرهم:

أضحت نبيّتنا يُطاف بها ... وأصبحت أنبياء النَّاس ذكرانا


(١) روي ذَلِكَ عن جابر عند أحمد ٣/ ٣٤٥، وابن حبَّان (٦٦٥٠)، وحديث ابن الزبير عند أبي يعلى (٦٨٢٠).
(٢) فتح الباري ١٣/ ٨٧.