للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمَّ بعد قتل مسيلمة رجَعتْ إلى الله، وأسلمتْ فسبحان من يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات.

وخرج المُختار في زمن ابن الزبير، فإنَّه كان يدَّعي أنَّه يوحى إليه وكان يكتب في مكاتيبه: من مختار رسول الله، فجهز له عبد الله بن الزبير أخاه مصعبا، فقتله.

وخرج المتنبي الشاعر المشهور الذي طار شعره في الآفاق، ثمَّ تابَ ورجع إلى الله. وخرج جماعة في زمن دولة بني العباس، منهم: بهبود اللّعين، لعنه الله خرج في خلافة المعتمد، فإن بهبود اللعين أفسد في العراق، وأهان آل الرسول.

وفي خلافة المكتفي خرج "يحيى بن زكرويه القرمطي"، ثمَّ بعده أخوه الحُسين، وظهرت شامة في وجهه، فزعم أنها آيته وجاءه ابن عمه عيسى بن مهرويه، وزعم أنّ لقبه المدثر، وأنه المعْني في السورة، ولقب غلامًا له "المطوّق بالنور"، وظهر على الشام، وعاثَ ودُعي له على المنابر، ثمَّ قتل.

وخرج في خلافة المقتدر "أبو طاهر القرمطي"، الذي قلع الحجر الأسود، وكان يقول:

أنا الله والله أنا ... يخلقُ الخلقَ ويُحييهمْ أنا

وفي خلافة الراضي ظهرَ [محمد بن علي الشَّلْمغاني المعروف بابن أبي العزاقر] (١)، وقد شاع أنَّه يدعي الألوهية، وأنه


(١) في الأصل [محمد بن علي الشملغاني المعروف بابن أبي العراق] والمثبت من كتاب "الأعلام" ٦/ ٢٧٣.