للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُحيى الموتى فقُتِلَ وصُلب، وقُتِلَ معه جماعة من أصحابه.

وظهر في خلافة المطيع قوم من التناسخية، فيهم شاب يزعم أن روح علي انتقلت إليه، وامرأته تزعم أن روح فاطمة انتقلت إليها، وأخر يدعى أنَّه جبريل، فضربوا فزَعمُوا أنهم من أهل البيت، فأمر مُعزُ الدولة بإطلاقهم.

وفي خلافة المستظهر سنة تسع وتسعين وأربعمائة ظهر رجل بنواحي نهاوند، فادّعى النّبوّة، وتَبِعهُ خلقٌ فأخذ وقُتل.

وخرج جماعة بالمغرب من الرجال والنساء فمنهم رجل تسمى بـ"لا" وحرّف الحديث المشهور: "لا نبيّ بعدي"، وجعله إخبارًا منه - صلى الله عليه وسلم - بأنّه "لا" أي مُسمَّى هذا الاسم نبي بعده، ويقول أن "لا" في الحديث مبتدأ ونبي خبره، وامرأته ادعت النبوة، فذكروا لها الحديث فقالت: إنما قال لا نبيّ بعدي، ولم يقل لا نبيّة.

والحاصل: أنَّه ظهر جَماعةٌ ممن أخبر عنهم المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وأما مُطلق الكذابين، لا يكادون يُحصَونَ أن يدخلوا تحت حصر، ومِن هذا القسم من يدَّعي أنَّه مهدي، وهؤلاء أيضًا كثيرون.

قال في الإشاعة (١): إنَّ رَجُلًا في زمانه كان اسمه عبد الله، واسم ابن له محمدٌ، ولقبُه مهديا فادعى أن ابنه المهدي المنتظر، فاتبعه أجلاف الأكراد وسفهاؤهم وعوامُّهم، فاستولى على بعض القِلاع ثمَّ ركب عليه عامل "الموصل" فقتل منهم جماعة، وهرب ابنه إلى بعض


(١) الإشاعة ص ١٢١.