للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النواحي، وحُبس هو فادعى أن ابنه قد غاب وأنها الغَيبة الأولى له، فإن للمهدي غيبتين، كما في بعض الروايات كما يأتي ثمَّ أخذوا ابنه أيضًا، وأرسلوا بهما إلى تنور.

قلتُ: وفي زماننا هذا في آخر سنة سبعٍ وثلاثين بعد المائة والألف جاء رجُلٌ من نواحي البصرة إلى دمشق المحروسة يزعم أنَّه من أهل البيت، وأظهر أنَّه من السُوّاح، وأنه من أشياخ طريقة الصوفية فاجتمع عليه بعض الناس وأخذوا عليه الطريقة الصوفية، فلمّا تمكَّن مِنهُم واستمال قلُوبهم، أظهر لهم أنَّه نبيٌّ، وأن محمدًا كان جَبّارًا، وطعن في رسالته - صلى الله عليه وسلم -، وأنه هو الرسول بحق، فظهر هذا القول من فلتات ألسنة من دَخل في طريقته، لقلة علمه وعقله وأظهره لبعض أصدقائه، فقال لمريده: ينبغي أن تجمعني بهذا لعلّ الله ينفعني به، فاجتمع به وأظهر له أنَّه من أتباعه، فحينئذٍ أظهرَ له هذا القول الفاسد، فأخبر به الناس فاجتمعوا لأجل قتله، فعلم بذلك وهرب تحت الليل لعنه الله وقد رأيتُه بعيْنَي رأسي "وكان هذا اللعين أسمر طوالًا حلو المنظر، طويل القامة، حسن العينين، مربي شعره وكان يظهر التذلل والخشوع، حتَّى إذا تكلم ترى في كلامه أثر الخوف اجتمعتُ به وتكلمت معه، واستفتاني بعض أحكام وسألنا عن مسائل ولم أر فيه قابلا لأني تفرست في أن تَذلُلَهُ نفاق فوافق ما في نفسي وزعم أن اسمَهُ السيِّد مُحمد وذكر من كان يجتمعُ به في خلواته أنَّه كان يقذف سيدتنا عائشة، ويتكلم كلامًا قبيحًا فلعنَةُ الله عليه؛ إن كان صدر منه مثل ما بَلَغَنَا عنه، وقد أخبرنا شيخنا الشيخ إسماعيل