للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العجلوني (١) أن رجلًا شهد عليه أنَّه يتكلم بكلام قبيح آنف من ذكره في هذا الكتاب، فنعوذ بالله من مكره واللهُ أعلم.

ومنها فتح بيت المقدس، ففي الحديث "أعدد بين يَدَي الساعة ستًا موتى، وفتحُ بيتِ المقدس" (٢)، وقد فتح مرتين: مرةً زمن عمر - رضي الله عنه -، ومرة زمن الأكراد الأيّوبيه، فتحه السلطان صلاحُ الدّين رحمه الله، وفي تاريخ الحنبلي: أنَّ بيت المقدس تغلب عليه الإفرنج بعد الملك صلاح الدين مدة يسيرة، وكان فتوحه على يد الملك الناصر، فيكون فتح ثلاث مرات.

ومنها زوالُ ملك العرب، فعن طلحة بن مالك "من اقتراب الساعة هلاكُ العرب أي زوال ملكهم" رواه الترمذيُّ (٣).

ومنها كثرة المال، وقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، "لا تقوم الساعة حتَّى يكثُرَ المالُ فيكم فيفيض، حتى يهم ربُ المالِ من يقبلُ صدقته، وحتى يَعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرَبَ" (٤) أيْ: لا حاجة لِي فيه قال في "الإشاعة" (٥): وهذا وقع في زمن عثمان - رضي الله عنه -، وكثرت الفتوح حين اقتسموا أموال الفرس والروم، ووقع في زمن عمر بن عبد العزيز: أنَّ الرجل كان يَعرضُ ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته، وسيقع ذلك في زمن المهدي وعيسى، والله أعلم.


(١) انظر: "سلك الدرر" للمرادي.
(٢) انظر: "مسند أحمد" ٦/ ٢٥.
(٣) انظر "السنن" ٥/ ٧٢٤ (٣٩٢٩). قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث سليمان بن حرب.
(٤) البخاري (٧٣)، ومسلم كتاب الزكاة، باب الترغيب في الصدقة (١٥٧).
(٥) ص (٤٩).