للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجيفة، وأمرُّ من الصبر، يُغشيهم الله فتنة يَتَهَاوَكُون فيها (أي: يتساقطون فيها) تهاوك اليهود والظّلَمة، وتظهرُ الصفراء (يعني: الدنانير)، وتُطلَبُ البيضاء، (يعني: الفضَّة) وتكثر الخطباء (أي: فلا يخطبون حينئذ لله، ولا للاستحقاق وإنما يشترون وظيفة الخطابة، فيكثر الراغبون في ذلك)، ويقلّ الأمر بالمعروف، وحُلِّيت المصاحف، وصوّرت المساجد، وطوِّلت المنابر، وخرِّبت القلوب، وشرُبت الخمور، وعُطّلت الحدود، وولَدتِ الأمةُ ربّتها وترى (١) الحفاةَ العراةَ صاروا ملوكا، وشاركت المرأة زوجها في التجارة، وتشبَّهَ الرجالُ بالنساء والنساء بالرجال، وحُلف بغير الله، وشهدَ المَرْءُ من غير أن يُستشهد، وسلم للمعرفة أي ما ابتدأه بالسلام إلا لمعرفته له، وتفقه لغير الله، وطُلِبت الدُنيا بعمل الآخرة، واتخذ المغنم دُوَلاً، (وهو بضم الدال وفتح الواو يجمع على دُوُلة بالضم ما يُتداول من المال، فيكون لقوم دون آخرين ومعناه: إذا اختُص الأغنياء وأرباب المناصب بأموال الفيء (٢)، ومنعوها مستحقيها كما في النهاية. والله أعلم) والأمانة مغنما، (يعني الوديعة)، والزكاة مغرما، وكان زعيم القوم (أي ضمينهم) أرذلهم، وعق أباه الرجُل، وجفا أمّه وبَرّ صديقه، وأطاع امرأته، وعَلتْ أصواتُ الفسقة في المساجد، واتُّخذَتِ القيناتُ (جمع قينة، وهي المغنية) والمعازف، (وهي: آلات اللهو) وشربت الخمور في


(١) في (أ) و (ط) تمرات وفي ب (وترا) وما أثبت من المحقق.
(٢) في (أ) الغني والمثبت من (ب) و (ط).