للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطّرق، واتُّخذ الظُّلم فخرًا وبيع الحكم، وكثرت الشُرَط واتّخذ القرآن مزامير، وجلود السّباع صفافا، بأن يجعل على السروج كما يفعله وزراء زماننا، ولَعَن آخِرُ هذه الأمّة أوّلَها، فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمرا، وخَسفًا ومسخًا وقذفًا وآيات (١).

ومنها ما رواه الإمام أحمد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن سلمان موقوفاً والحسنُ بن سفيان وابن عساكر مرفوعًا "إذا ظهر القول وخُزن العمل، وائتلفتِ الألسن واختلفت القُلوب، وقَطع كلّ ذي رحم رحمه، فعند ذلك لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم" (٢).

ومنها ما أخرجه أبو الشيخ وعويس والديلمي عن أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس أضاعوا الصلاة، وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكبائر، وأكلوا الربا وأكلوا الرشا وشيَّدوا: (أي طولوا ورفعوا البناء ويحتمل أن يُرادَ جصّصوها، وعملوها بالشيد)، واتبَّعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، واتخذوا القُرآن مزامير، واتخذوا جلودَ السباع صفافا، والمساجد طرقا، والحرير لباسا، وأكثروا الجَور وفشا الزنا، وتهاونوا بالطلاق،


(١) الحلية ٣/ ٣٥٨ - ٣٥٩ وقال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير، لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن فضالة، وإسناده ضعيف.
(٢) رواه الطبراني في الأوسط (١٥٧٨) والكبير ٦/ (٦١٧٠)، وأبو نعيم ٣/ ١٠٩ من حديث سلمان، وأورده الهيثمي في المجمع ٧/ ٢٨٧ وقال: فيه جماعة لم أعرفهم، قلت: إسناده ضعيف جدًا.