وائتمن الخائن وخوّن الأمين، وصار المطر قيظا، والولد غيظا، وأمراء فجرة، ووزراء كذبة، وأمناءُ خَوَنة، وعُرَفَاءُ ظلمة، وقلَّت العُلماء وكثرت القُراء وقلّتِ الفُقهاء وحُلِّيت المصاحفُ وزخرفت المساجدُ، وطوّلت المنابر، وفَسدتِ القلوب، واتخذ القينات والمعازف، وشربت الخمور، وعُطلّت الحدود، ونُقصت الشهور، (أي بالصّاد المهملة بأن يكون أكثرُها ناقصات) ونُقضت المواثيق، (بالضاد المعجمة والمواثيق جمع ميثاق وهو العهد، ونقضها عدم الوَفَاء بها)، وشاركت المرأة زوجها في التجاوة، وركب النساء البراذين: (جمع برذون بكسر الموحدة وسكون الراء وفتح المعجمة فواو ساكنة فنونُ الدابة من الخيل، والمعنى ركبت النساء الخيل كما في بعض الروايات السروج)، وتشبهت النساء بالرجال والرجال بالنساء، ويحلف بغير الله، ويشهد الرجل من غير أن يُستشهد، وكانت الزكاة مغرما، والأمانة مغنما، وأطاع الرَّجل امرأته وعقّ أمّه، وقرَّب صديقه وأقصى أي (أبعد أباه)، وصارت الإمارات مواريث، وسبَّ آخرُ هذه الأمة أوّلها، وأكرمَ الرَّجلُ اتّقاء شرِّه، وكثرت الشّرط، وصعد الجُةَال المنابر، ولبس الرجل التيجان، وضيّقت الطرقات، وشيِّد البناء واستغنى الرجال بالرّجال، والنّساء بالنّساء، وكثرت خطباء منابركم، وركن علماؤكم إلى ولاتكم، فأحلوا لهمُ الحرام، وحرَّمُوا عليهم الحلال، وأفتوهم بما يشتهون، وتعلم علماؤكم ليجلبوا دنانيركم، ودواهمكم واتَّخذْتم القرآن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute