(٢) جاء في هامش الأصل هذا الكلام: قوله فيفعلون ما نهوا عنه إلخ. . ولا شك أن الأنفس جبلت على كراهتها أن تدخل تحت أمر أحد إلا من وفقه الله فيستلذ بامتثال أوامر ربه حتَّى إنه ليتنعم بذلك أشد التنعم وقد صار مجبولاً على حب أمره فليس له في غير ذَلِكَ مطمع، بينهم إذا سمع النداء كأنه يشير له يقفو رضاه وشرع كما قال من ذاق لذة ذَلِكَ: وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمن اللوم وأما الأنفس الخبيثة فهي بمعزل عن هذه الأوصاف الرفيعة حتَّى نرى كثيرًا من الناس يعمل شيئًا لو كلف عمله ما فعله أبدًا ويترك أشياء كلف بها لو لم يكلف بذلك ما تركها أبدًا والله الموفق (مؤلف من خطه نقل).