للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنقك، إن لم تمد يدك نبايعك، وهذا عسكر السفياني (١) قد توجه في طلبنا، عليهم رجل من حزم ويهددونه بالقتل إن لم يفعل فيجلس بين الركن والمقام، ويمد يده فيبايع فيظهر عند صلاة العشاء معه راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقميصه وسيفه (٢).

فإذا صلَّى العشاء أتى المقام فصلى ركعتين، وصعد المنبر ونادى بأعلى صوته: اذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم، ويخطب خطبة طويلة، يرغبهم فيها في إحياء السنن وإماتة البدع، يقول فيها: أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم، فقد أنجز الحُجة وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب وأمركم أن لا تشركوا به شيئًا، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأن تُحيوا ما أحيا القرآن، وتميتوا ما أمات القرآن، وتكونوا أعونًا على الهدى ووزراء على التقوى، فإن الدنيا قدْ دَنا فناؤها وزوالها وإني أدعوكم إلى الله ورسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء السنة.


(١) أطال المصنف رحمه الله في سرد أخبار السفياني دون تمحيص لهذه الروايات. وليس فيها ما يصلح للأخذ به أو حتَّى حكايته فأكثرها رواها نعيم بن حماد في "الفتن" ١/ ٢٢٠ - ٢٢٦، وقد تفرد بمنكرات ومقاطيع لم يروها غيره. وسيأتي التعليق عليه.
(٢) خبر القميص والسيف وما بعده من الخطبة في الفتن لنعيم بن حماد ١/ ٣٤٥ من قول أبي جعفر (الباقر)، وإسناده ضعيف؛ فضلًا عن ضعف نعيم كما تقدم ذكره مرارًا وليس هناك أي خبر أو نص في دواوين السنن والآثار عن قميص الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيفه سوى هذا الخبر الساقط!