للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن قيل: قد ورد في بعض الروايات أنَّه يَحمل سيفه ثمانية أشهر، وفي بعضها ثمانية عشر شهرًا، وفي بعضها اثنان وسبعون شهرا، وهي مدة ست سنين، وفي بعض الروايات أنَّه يُسلِّمُ الرايات إلى المهدي ببيت المقدس، وفي أخرى أنَّه لا يبلغه حتى يموت، وفي أخرى فتلتقى رايات الهاشمّي مع خيل السفياني فيكون بينهم مقتلة عظيمة وتنهزم خيل السفياني ثُمَّ تكون الغلبة للسفياني فيهرب الهاشمي. ويأتي التميمي، مُستخفيا إلى بيت المقدس، يمهد للمهدي إذا خرج إلى الشام.

فما وجه الجمع؟ فالجواب: عن الجمع (١) بين الروايات أن رواية اثنين وسبعين باعتبار جميع مدته، ورواية ثمانية عشر شهرا باعتبار ما بعد مدة (٢) قتالِه مَعَ خيل السفياني، واجتماع شعيب بن صالح [به] (٣) وثمانية [أشهر] (٣)، باعتبار [مدة] (٣) ما بعد نزوله الكوفة، وبعثه بالبيعة إلى المهدي، وهذا جمع حسن لا بأس به كما في الإشاعة وأما الجمع بين الروايات الأُخر هو أن يُقال على بعد: إن ضمير يموت، راجع إلى السفياني أي حتى يموتَ السُفياني أو يرجع إلى الهاشمي ويكون القادم بالرايات التميمي، ونسبته إلى الهاشمي مجازًا للسبب، أو أنَّه يوصل الرايات، وتفتح الشام ويموت قبل اجتماعه بقليل، على أن روايات قدومه بالرايات، ووصوله إليه أكثر وأشهر، فتُقدم عند عدم إمكان الجمع والله أعلم، وإنما تتساقط إذا تعارضتْ، وكذلك روايات


(١) في (أ) و (ب) الجميع، والمثبت من (ط) وهو الصواب. ومن "الإشاعة" (٩٨).
(٢) في (ط) تقديم وتأخير (مدة ما بعد)، والمثبت من (أ) و (ب).
(٣) الزيادة من "الإشاعة".