للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بايعه الناس بالمغرب ثمَّ إن المهدي يقول: أيها الناس اخرجوا إلى قتال عدوكم، فيجيبونه لا يعصون له أمرًا، فيخرُجُ الهديُّ ومن معه من المسلمين، من مكة إلى الشام، لمحاربة عروة بن محمَّد السفياني، ومن معه من كلب، ثمَّ يبدد جيشَهُ ثمَّ يُؤخَذ عروة السفياني على أعلى شجرة على بحيرة طبرية، قال: والخائب يومئذ مَن خاب مِن قتال كلب، ولو بكلمة أو تكبيرة، أو بصيحة فقال حذيفة: يا رسول الله كيفَ يحل قتلهم وهم مسلمون؟ فذكر نحو ما تقدم (١).

وفي الحديث "لا تُحشر أمتي حتى يخَرجَ المهديُّ يمده اللهُ بثلاثةِ آلاف من الملائكة، ويخرجُ إليه الأبدال من الشام والنجباء من مِصر، وعصائب أهل المشرق، حتى يأتوا مكة، فَيُبايَعُ له بين الرُكن والمقام، ثُم يتوجه إلى الشام وجبريل على مقدمته، وميكائيل على يساره، ومعه أهل الكهف أعوان له، فيفرح به أهل السماء والأرض، والطير والوحش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمتد الأنهار، وتُضَعِّف الأرض أكّلها قال فيقوم إلى الشام فيأخذ السفياني، فيذبح تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية" (٢)، وفي "البهجة" للعلاّمة، ثمَّ يتوجه يعني: المهدي إلى المدينة، ومعه المؤمنون إلى أن قال: ثمَّ ينهزم السفياني إلى الشام، فيقصده المهدي فيذبحه، عند عتبة بيت المقدس، كما تُذبح الشاةُ ويغنمه كذا رأيته في البهجة، وهو كما ترى وهم، إن لم يكن غلطًا من الكَتبة واللهُ أعلم.


(١) ص ٥٥٢ ت (٢).
(٢) أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" ٥/ ١٠٩١، وله سياق مغاير عند أبي داود (٤٢٨٦)، أحمد (٦/ ٣١٦).