للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَإنْ قُلْتَ: قد ذكرتَ هنا ثلاث روايات في قتل السفياني، ومن المعلوم إنما الصحيح واحدة، فما هي؟

قُلْتُ: أما الرواية التي ذكرنَاهَا أوّلًا وهي: أن السُفياني يُؤخذ على شجرة، على بحيرة طبرية، فليس فيها أنَّه يُقتل على تلك الشجرة وإنما فيها أنَّه يؤخذ عليها.

والرواية الثانية: أنَّه يذبح تحت الشجرة تفسير للرواية الأولى أنَّه يُؤخذ على تلك الشجرة، ويُذبحُ تحتها.

وأما الرواية الثالثة التي ذكرناها، عن العلامة: فهي إن لم تكن غلطًا من النُسّاخ وهو الظّاهر، وإلا وهم، وإنما الذي يُذبح ثَمَّ الصخري، كما مَرَّ واللهُ سبحانه وتعالى أعلم.

ثمَّ تُمهدُ الأرضُ للمهدي، ويدخل في طاعته ملوك الأرض كلهم، ويَبعثُ بَعثًا إلى الهند، فيُفتح، ويؤتى بملوك الهند إليه مُغلَّلين وتُنقل خزائنها إلى بيت المقدس، فتجُعلُ حِليةً لبيت المقدس، ويمكثُ في ذلك سنين، ومنها الملحمة (١) الكبرى، وذلك أن بعد هلاك السفياني، يهادن [المهدي] (٢) الرومُ صُلحًا آمنًا تسع سنين على ما في بعض الروايات، فيغزو المسلمون عدوًا من وراء الروم فيغنمونهم، ويَنصرفون، حتى ينزلوا بمَرْج ذي تُلول، وهو موضع فيقول قائل من الروم: غلب الصليب، ويَقول قائل من المسلمين: بل الله غلب فيتداولونها بينهم، فيثور المسلم إلى صليبهم، وهو منهم غير بعيد،


(١) "الإشاعة" ص ٩٩، ١٠٠ بتصرف.
(٢) زيادة في (ط)، (ب).