للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالضم طائفة من الجيش، تُقدم للقتال للموت، لا ترجع إلا غالبة فَيرَجعون غير غالبين، إلى ثلاثة أيام، فإذا كان اليومُ الرابع نَهد أي: نهض إليهم بقيةُ الإِسلام، فيجعلُ الدَبْرة على الكَفرة، فيقتَتَلُون مقتلة عظيمة لم يُر مثلُها، حتى إن الطائر ليمُر بجنباتهم، فما يخلّفهم حتى يمرّ ميتا، ويتعادّ بَنو الأب كانوا مائة، فلا يجدون بقى منهم إلا الرجل، فلا يقسم ميراث ولا يُفرحُ بغنيمة، ويكونُ لخمسين امرأة قيّم واحد، قوله: بجنباتهم هو بالجيم: فنون فموحدة أي بنواحيهم.

وقوله: "لا يُخلفهم" بتشديد اللام أي لا يجعلهم خلفه، أي لا يتجاوزهم، حتى ينقطع عن الطيران، ويموت من بعد مسافة القتلة (١)، و"القيِّم" هُو الذي يقومُ بمصالح البيت، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ثمَّ يتبعونَهم ضربًا وقتلا، حتى يَنتَهُوا إلى قُسطَنْطينية أي الكُبرى، قال في "عقد الدُرَرَ" (٢): لها سبعةُ أسوار، الذي يلي البلد عشرةَ أذرع على ساحل البحر، وهو خليج يَصُبُ في البحر الرومي، الذي طوله كما في "البهجة": خمسة آلاف ميل، وعرضُه ستمائة ميل، ويخرجُ منه خليجٌ إلى أرض بربر، طُولُه ميل قال في الخريدة: مخرجُهُ من المحيط ثُمَّ يأخذُ مَشرقًا فيمر بشمالي الأندلس، ثمَّ ببلاد الإفرنج إلى قسطنطينية، ويمتدُ ببلادِ الجنوب فيركز لواءه عند البحر، ليتوضأ للفجر، فيتباعد الماء منه فيتبعه، حتى يجوز من تلك الناحية، ثمَّ يركزه وينادي: أيُّها


(١) في (ط)، و (ب): (المقتلة).
(٢) ص ١٧٣.