للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ حُذيفة - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليَستخرجَنَّ المهدي ذلك، حتَّى يردُه إلى بيتِ المقدس".

قال في "عقد الدُرَر" (١): روميَّة أمُّ بلاد الرّوم، وكلُّ من ملكها يقال له الباب، وهُو الحاكم على دين النصرانية، بمنزلة الخليفة على المسلمين، ليس في بلاد المسلمين مثلُها، وقد ذكر المؤرخون في صفتها عجائب، لم تُسمع في غيرها فلتُراجع، فيكبرون عليها أربع تكبيرات، فيسقط حائطها، فيقتلون ستمائة ألف، ويستخرجون منها حُليَّ بيت المقدس، والتابوت الذي فيه السكينة، ومائدة بني إسرائيل، ورضاضة الألواح أي ألواح موسى، وحلة آدم وعصا موسى، ومنبر سليمان، وقفيزين من المنّ، الذي أنزله الله على بني إسرائيل، أشدَّ بياضًا من اللبن، كذا في "الإشاعة" (٢) ولا يَخفى بَعدَ ذلك مع ما تقدم، أنَّ التابوت يستخرجه المهدي من بحيرة طبرية، أو من غار أنطاكية.

وممّا ينبغي أن يُعلمَ أنّ كتب الملاحم بعيدة عن الصحة (٣)، قال الإمام أحمد: ثلاثة كتب ليست لها أصول، كُتب الملاحم والمغازي والتفاسير، وحمله الدارقطني على كتب مخصوصة في المغازي، والتفاسير وأما الملاحم: فأبقاه على عمومه نعم: استثنى العلاّمة


(١) ص ١٧٣.
(٢) "الإشاعة" ص ١٠٤.
(٣) غفر الله للمصنف، فلو أنَّه اختصر القصص السابقة - التي سود بها عشرات الصفحات - وأشار هذه الإشارة أنها بعيدة عن الصحة لكان أحسن من إرهاق القارئ بها.