للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كغيره من الأئمة قتال الروم، وفتح القسطنطينية على يد المهدي، ففي صحيح مسلم (١): عن أبي هريرة، - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر، وجانب منها في البحر؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "لا تقومُ الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يُقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، فإذا قالوا لا إله إلا الله والله أكبر، سقط أحد جانبيها، ثمَّ يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيُفرج لَهُم فيدخلونها، فيقتسمون، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصَريخ، فيقول: إن الدجال قد خرج، فيتركون كلّ شيء ويرجعون" انتهى.

قال في "الإشاعة" (٢): بعد أن ذكر فتح رومية، "ثمَّ يأتون مدينة يقال لها: القاطع، طولها ألف ميل، وعرضها خمسمائة ميل، ولها ستون وثلثمائة باب، يخرج من كل باب مائة ألف مقاتل، وهي على البحر لا يُحمل يعني: البحر فيه جارية" (٣)، أي: سفينة قيل: يا رسول الله: ولم لا يُحمل فيه جارية؟ قال: "لأنه ليس له قعر، وإنما يمرون من خلجان من ذلك البحر، جَعلها الله منافع لبني آدم، لها قعور فهي تحمل السفن فيكبرون عليها أربع تكبيرات، فيسقط حائطها


(١) رواه مسلم (٢٩٢٠)، والحاكم ٤/ ٥٢٣، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (٦٢٣).
(٢) ص ١٠٤، "عقد الدرر" (٢٠٠).
(٣) هذا جزء من حديث حذيفة في "السنن الواردة" ٥/ ١١٠٣ وليس في حديث أبي هريرة المتقدم.